|

شكراً لمن اتخذ التعليم رسالة 

الكاتب : الحدث 2024-10-05 10:12:09

علي بن أحمد الزبيدي 


في مثل هذا اليوم الخامس من أكتوبر من كل عام يحتفل العالم بيوم المعلم العالمي .
هذا اليوم الذي أقرّته هيئة الأمم المتحدة في عام 1994م للإحتفال بالتوصية التي وقّعت في باريس من قبل منظمة اليونسكو عام 1966م واشتملت على 146 فقرة وكانت تهدف إلى الاحتفاء بالمعلمين والمعلمات وإعطائهم مكانتهم المستحقة، وسيدرك من قرأ هذه الوثيقة أنّها تطرقت حتى لساعات العمل وعدد الساعات والبرامج والتطوير كما أنّ المادة 145 من الميثاق نصّت على تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمعلمين والمعلمات.

يأتي هذا اليوم ليعيد للمعلم والمعلمة مكانتهم ويبرز دورهم ويزرع في قلوب الناس تقديرهم ويظهر للمعلم والمعلمة مدى حبّ الناس لهم.
هو يوم واحد لكنّه في عرف المعلمين والمعلمات أثر يبقى، وتاريخ لا ينسى، تنثر فيه الكلمات النابعة من القلب لأهم ركن في المجتمع ولعل مقولة الملك فيصل - رحمه الله - تجسد هذا الوصف حين قال : "لو لم أكن ملكاً لكنت معلماً"، والمملكة العربية السعودية استشعرت أهمية المعلم ودوره التنموي والتربوي ولذلك حرصت على تكريمه في كل عام إيماناً منها بدور المعلم والمعلمة الذي يمتد حتى خارج أوقات الدوام، وهذه حقيقة لا يعرفها إلا من كان معلماً أو ولي أمرٍ أو طالباً ، فالمعلم والمعلمة لا يتوقف عملهم داخل الفصل أو المدرسة كما هو حال الموظفين الآخرين لكنّه يتبعه حتى في بيته.
إنّ الإشادة التي أعرب عنها مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة الأسبوع الماضي تأتي امتداداً لهذا التقدير الذي توليه المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة لدور المعلم والمعلمة في بناء المهارات والقدرات وتعزيز القيم الوطنية والإسهام بفاعلية في إعداد أجيال تنافس العالم وتسبقه إلى التقدم والابتكار .

يأتي هذا اليوم ليفتخر المعلمون والمعلمات برسالتهم التي يحملونها وليروا نتاج جهدهم وعملهم الدؤوب فيمن كانوا على مقاعد الدراسة وهم الآن يتبؤون أعلى المناصب، يسعدون حين يرون تلك المشاركات من أبنائهم وبناتهم حتى ولو كانت كلمات شكر وعرفان .

إن المعلمين والمعلمات ليسوا مجرّد موظفين في جهة حكومية يؤدون عملاً ويتقاضون راتباً، بل هم أهلّ رسالة يمتد عملهم إلى بناء جيل يعتمد عليه، ولذلك يجب علينا أن نتكاتف لنعيد للمعلم والمعلمة مكانتهم من خلال تعليم أبنائنا وبناتنا احترام المعلم وتقديره، كما يجب على القطاع الخاصّ أن يساهم في تكريم المعلم والمعلمة من خلال تقديم عروض ذات جدوى ولا أقصد عروضاً مؤقتة ليوم واحد بل عروضاً مستمرة تساهم في استقرار المعلم والمعلمة نفسيًا واجتماعياً وحياتياً، وعلى وزارة التعليم أن تكون بوابة الدفاع الأول عن المعلمين والمعلمات وأن تسعى لتوفير البيئة المناسبة ليقدموا أفضل ما لديهم، وعلى الإعلام أن يضطلع بدوره لمنع أي تجاوز على المعلمين والمعلمات من خلال الاستهزاء بهم أو الحطّ من قدرهم بهمز أو لمز تصريحاً أو تلميحاً.

إنّ المتتبع لقصص المعلمين والمعلمات الملهمين مع أبنائهم وبناتهم سيجد قصصا قد صنعت نماذج تحتذى وغيّرت حياة كادت أن تفنى وتلك القصص تستحق أن تروى  …

همسة ختام 
يقول الملك فهد - رحمه الله- : "يسعدني أن أول عمل حكومي أديت واجبي المتواضع فيه هو قيامي بأعمال وزارة المعارف" 
فلتسعدوا أيها المعلمون والمعلمات بيومكم ولتفتخروا برسالتكم.